جمهورية العقلاء العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الاسلاميون واليسار المراهق واوهام انهيار امريكا والراسمالية (1)

اذهب الى الأسفل

الاسلاميون واليسار المراهق واوهام انهيار امريكا والراسمالية (1) Empty الاسلاميون واليسار المراهق واوهام انهيار امريكا والراسمالية (1)

مُساهمة  Admin الجمعة أكتوبر 10, 2008 9:25 am

الجزء الاول
بقلم : ابراهيم علاء الدين

تصاعدت خلال الايام القليلة الماضية الاصوات التي تبشر بانهيار الراسمالية من اقلام بعضها ينتمي لليسار الطفولي المراهق تؤكد عودة الاشتراكية الى الاقتصاد العالمي، واخرى من الاحزاب الاسلاموية، تبشر وتبرهن على ان الاقتصاد الاسلامي سوف يسود العالم، بعد ان هوت امريكا واحلامها واقتصادها الى اسفل السافلين على حد تعبير احد شيوخهم الذي يصف نفسه بالباحث والكاتب الاسلامي.
والحقيقة ان مثل هذه الاصوات لا يكترث بها احد من الزاوية الاقتصادية، لانها عبارة عن اوهام واحلام وامنيات ليس لها علاقة بالواقع .. ولكن من الناحية السياسية هناك ضرورة للتصدي لمثل هذه الافكار لما لها من تاثير سلبي على وعي الناس نظرا لما تنطوي عليه من تضليل واوهام ، ومجافاة للحقيقة والواقع، الامر الذي يؤدي الى اشاعة وعي زائف مخدر يعطل طاقات الامم ويضعف حوافز العمل لتغيير الواقع بشكل حقيقي وفاعل.
فانظروا ماذا يقول احد شيوخ الاسلامويين تحت عنوان "نعي دولة عظمى" يقول "في ظل رياح النصر الكبير القادم من الشرق والإعصار المالي الذي يضرب الولايات المتحدة وببالغ الفرح والسرور والسعادة والتشفي يسُرنا أن نزف البُشرى للمستضعفين والفقراء والمساكين في الأرض والشعوب المقهورة عامة والمسلمين منهم خاصة نبأ الإنهيار الوشيك لأمريكا في جرف هار بعد أن اصبحت في حالة ميؤوس منها ( HOBLESS) بعد أن قصمها الله واليكم البيان".
ويضيف الشيخ الواهم الحالم قائلا "فالكارثة المالية التي حلت على رأس امريكا ليست ازمة مالية, بل هي ريح صرصر عاتية سخرها الله عليها فهي لن تبقي ولن تذر,فهي أشبه ما تكون ب( إعصار تسونامي) سيعصف بها ويخسف بدارها كما خسف الله بقارون وبداره الأرض, فالولايات المتحدة الأمريكية هي قارون هذا العصر لسان حالها يقول كما قال قارون والذي كانت مفاتيح خزائن أمواله ينوء بحملها عصبة من الرجال الأشداء (إنما أوتيته على علم مني).

فيما انبرت بعض الاقلام اليسارية تبشر بان الازمة الاقتصادية الراهنة ستؤدي الى الافلاس الجماعي ، وان الفلسفات الراسمالية (اقتصاد السوق) اعلنت هزيمتها، وان ما يشهده العالم اليوم هو نهاية لعصر الراسمالية وعصر اقتصاد السوق وعودة لعصر التاميم الاشتراكي، وراي بعض اليساريين ان ما يحدث في اسواق العالم يمثل امكانية تغيير او الغاء النظم والاليات التي كانت تسيره، لغرض ردم الفجوة الكبيرة، والعودة لمرحلة التوازن، فيما رأى البعض الاخر بان عصر الهيمنة الامريكية على الاقتصاد العالمي قد انتهت.
ما سبق ايراده هو عبارة عن ملخص مكثف جدا لما حملته بشارات الكتاب من اليمين واليسار المراهق الذين عادة ما يلتقون عندما يكون الطرف الثالث هو الولايات المتحدة ، في توزيع واشاعة وتعميم الوهم والتضليل، مما يؤدي الى خداع الجمهور وتغييبه عن معرفة حقيقة ما يجري وما يدور على الارض بشكل واقعي وحقيقي.
بل ويذهب شيخ مأفون في وصف الاوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة بالقول " وإن مابشّر به والدي رحمه الله في (كتابه الغيب في المعركة وكتابه زوال إسرائيل حتمية قرأنية) تحت عنوان الإنهيار القادم قبل عشرين عاما بدأ يتحقق,وهذا التنبؤ ليس معتمدا على الفتح بالفنجان ولا الضرب بالرمال ولا بالمندل ولاالعلم بالغيب,وإنما إعتماداً على ماجاء في القرأن والسنة".
الى هذا الحد يسود الجهل وتسيطر الاوهام على اصحاب العقلية المتزمته ، العاجزة عن تحليل الاحداث بعين الناقد العلمي الموضوعي الى حد ما (لا يوجد حياد مطلق بالطبع)، والتي لا تعرف سوى الاوهام والامنيات اساسا للتحليل والاستنتاج ولا تعلم ان هناك اسس علمية اقتصادية تمكن الباحث من الوقوف على درجة قريبة من الصحة في الاستنتاج والتعليل والتنبوء.
وهذه الاسس العلمية تقول ان ما يحدث في العالم بغض النظر عن التسمية .. هزة ... زلزالا ... كارثة .... اقتصادية فان ذلك يختلف عليه اثنان.
لكن الخلاف ينشا عند محاولة تقدير حجمها وابعادها ، ويتسع الخلاف عند محاولة تقدير نتائجها، ويتفاقم الخلاف عندما يحاول البعض ان يصور ان هذه الازمة هي بمثابة اعلان على انتهاء العصر الرأسمالي واقتصاد السوق، كما سبق واشرنا اعلاه الى نماذج من هذا الصنف.

الامر الذي يتطلب عرض تصور مبسط قدر الامكان لطبيعة الازمة الاقتصادية ، وابعادها ، وما سوف تسفر عنه. وذلك لتبيان انها ليست نذيرا او بشيرا بانتهاء العصر الراسمالي ، كما يتنبأ ويتمنى اصحاب النظرة الطالبانية والقاعدية واصحاب بن لادن، ودراويش الاحزاب الاسلاموية.
وايضا للتاكيد على تسرع وخطأ وخطل نظرة اليسار الطفولي المراهق الذي يتخيل ان الاقتصاد الراسمالي هشا الى الدرجة التي ستعصف به هزة او كارثة اقتصادية او سياسية او عسكرية، ويغيب عن بال هذا النوع من اليسار ان سقوط الراسمالية قبل ان تستكمل مهمتها سيؤدي بالمجتمعات الى العودة للنظم البربرية، وبالتالي فان هذا يتناقض مع الفلسفة الماركسية، ومفهومها للتطور التاريخي ومقومات الانتقال من نظام اقتصادي اجتماعي عال من التطور والابداع الى نظام اقتصادي اجتماعي اخر اكثر تطورا وابداعا.

ولعرض صورة مبسطة عن الازمة الاقتصادية في العالم ، ساقدم صورة عن اوضاع الاسواق المالية العربية كما جاءت بتقرير لصندوق النقد العربي كنموذج تقريبي لما حدث ويحدث في اسواق المال العاليمة ، فقد جاء بالتقرير " بلغت القيمة السوقية للشركات المدرجة في الأسواق العربية نحو 389ر1 تريليون دولار في الربع الثاني من العام الجاري مرتفعة بنسبة 5.9 %، عن مستواها في نهاية الربع الأول، ومرتفعة بنحو 49.1 % مقارنة بقيمتها في نهاية الربع الثاني من العام الماضي".
تصوروا معي ... ارتفعت القيمة السوقية بنحو 50 بالمائة خلال سنة واحدة، وهذا الامر لا يمت للاسس الاقتصادية او أي منطق اقتصادي بصلة، والسبب في هذا الارتفاع ليس له علاقة بأي قيمة مضافة حققتها الشركات المدرجة بالاسواق، وليس له علاقة بارباحها، وكل ما الامر ان هذا الارتفاع جاء نتيجة المضاربة، الناتجة عن توفر السيولة بايدي المستثمرين، الذين حصلوا عليها من خلال قروض مصرفية، بضمانات ملكية اسهم او ضمانات عقارية.
لاقدم لكم مزيدا من التوضيح : لو افترضنا ان رجل اعمال يمتلك 100 الف سهم في شركة الاتصالات على سبيل المثال، كانت قيمة السهم عند شرائه نصف دولار، اذن راس ماله الاساسي يكون 50 الف دولار، المضاربة رفعت سعر السهم خلال سنة بنسبة 50 بالمائة، اذن اصبح يملك 75 الف دولار، ذهب الى البنك وحصل على قرض قدره 50 الف دولار بضمانة الاسهم التي يمتلكها في شركة الاتصالات، ودفع 10 الاف دولار نقدا فوائد للبنك، ووظف ال 50 الف دولار بشراء اسهم جديدة، فاشترى 6ر66 الف سهم بسعر 75ر0 دولار للسهم ، اذن اصبح يمتلك 6ر166 الف سهم ورأسماله الاساسي اصبح 110 الف دولار ، وراسماله التجاري على ضوء سعر الاسهم الحالي اصبح 125 ألف دولار، وبعد سنة ارتفعت قيمة الاسهم ايضا ب 50 بالمائة، فاصبح سعر السهم الواحد 121ر1 دولار، اذن تصبح ثروته الاجمالية هي (121ر1X 6ر166 الف سهم = 7ر186 الف دولار. فيكون حقق صافي ربحا قدره (6ر186- 110 = 6ر71) الف دولار في سنتين. (أي قرابة 65 بالمائة عائدا على راس المال. فلو تراجعت اسعار الاسهم بنسبة 50 بالمائة فسيظل رابحا بنسبة 15 بالمائة وهي النسبة المعقولة للاستثمار المطابقة لمنطق الاستثمارالمعقول.

علما بان رجل الاعمال هذا يعتبر مستثمرا محافظا ، لم يشتغل بالمضاربة، ابدا ولم يشتر او يبيع طوال السنة، (فيم الغالبية العظمى ممن يشتغلون بالبورصات يقومون بالاف العمليات من شراء وبيع خلال السنة ، وبالتالي فان اغلبهم يحقق ارباحا بعشرات اضعاف راس المال المستثمر، ولكن للتبسيط سنظل مع نموذج المستثمر المحافظ).

والان لنطبق النتيجة الفردية هذه المتعلقة برجل الاعمال على البورصات العربية كلها.
فقد جاء في تقرير صندوق النقد العربي " أن سوق الأسهم السعودية جاءت في المرتبة الأولى، من حيث القيمة الرأسمالية، حيث بلغت قيمتها نحو 473.247 مليار دولار، وهي قيمة تمثل 34.1 % من قيمة البورصات العربية مجتمعة، تلتها بورصتا القاهرة والإسكندرية (مصر) بنحو 152.817 مليار دولار، أو ما نسبته 11 % من قيمة البورصات العربية، ثم سوق دبي المالي بنحو 137.166 مليار دولار، أو ما نسبته 9.9 % من قيمة البورصات العربية، وسوق الدوحة للأوراق المالية بنحو 135.722 مليار دولار، أو ما نسبته 9.8 % من قيمة البورصات العربية، وسوق أبو ظبي للأوراق المالية بنحو 133.923 مليار دولار، أو ما نسبته 9.6 % من قيمة البورصات العربية، وسوق الكويت للأوراق المالية بنحو 119.562 مليار دولار، أو ما نسبته 8.6 % من قيمة البورصات العربية.

Admin
Admin

المساهمات : 43
تاريخ التسجيل : 01/10/2008

https://minds21.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى