من اجل أن لا يبتلع الحوت القمر
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من اجل أن لا يبتلع الحوت القمر
استوقفتني ، عبارة تقول " غالباً ما يلفت انتباه الرجل المرأة ذات الشخصية القوية ، لأنّها تُثير فيه غريزة الصياد ، إذ يستخدم ذكاءه وكل أساليب الإغواء ليوقع الطريدة في شباكه!!" .. حاولت دراستها ، ومحاولة البحث عن مضمونها ، وجدتُ مفاهيم في غاية التناقض ، حيث إن مجتمعنا لم يمر بتلك الطفرة الصناعية والسكانية ، كما في المجتمع الغربي ، ولم يمر بما مرت به تلك المجتمعات ، بحيث تُهدم كل القيم في نظرنا ، وتعيد كل فرد منا ذئباً شرساً عارياً من كل القيم والمبادئ ألا وهي ( غريزة الصياد ) ... الرجل الشرقي ضياعهُ من نوع آخر ، من نوع يزيد حاجتهُ إلى الحب ، بدلاً من أن ينفيها ، هو دائماً يحاول استيراد عيوب الحضارة المادية على الرغم من انهُ لم ينعم بأحد مزاياها ، وبذلك أصابه وباء ( الحب الزائف ) ، والمرأة دائما تمنح الرجل الإحساس بالانتصار ، وهو إحساس مهمّ بالنسبة إليه حيث يشعر فيه بمفعول ساري لتلك الغريزة في الافتراس ( الصيد) ، لكنه لا يتوقف طويلاً أمام تلك الأنثى ، فسرعان ما يملّ منها، لأنّ العلاقة بحدّ ذاتها لا تُغريه..إن ما نشهده اليوم من تلك الحقائق ما هو إلا تعبير جديد عن تخلفنا الإنساني ، نحن نبكي على الحب ولكننا لا نبكي على ذلك الحب الذي فقدناه ، إننا نبكي على الحب الإنساني ، ولا نبكي على حب العناق ، بل إننا نبكي على العناق الإنساني الذي فقدناه ، وبين ما يريده الرجل في إنعاش غريزة الصيد وبين الحب الإنساني الذي يتكلم عنه ُ، تتضح ببساطة حالة ازدواجية الشخصية التي يعيشها الرجل الشرقي ، وهنا تكون المعضلة كبيرة ، ونصاب بالوهن والإعياء عندما نحاول فك هذه العقدة عند الرجل ...فيأخذنا الحديث إلى علاقة الرجل بالمرأة ، وأحدد هنا إلى علاقة الصداقة بينهما ، فحتما هي بين الحقيقة والوهم ، وهي أيضا لا شيء مادامت نقطة البداية خاطئة ، ومادامت نظرة كل من الطرفين إلى الآخر خاطئة ، وما دام المجتمع الرسمي يكرس هذه النظرة الخاطئة .. ومن الضروري ، إن ألفت النظر هنا أنا لا أندب ( حقوق المرآة ) فتلك نظرة جزئية وسطحية للقضية ، فالصداقة للمرآة ضرورية بقدر ماهي ضرورية للرجل ، علاقتهما المزيفة الغير إنسانية تهدر من الرجل بقدر ما تهدر من طاقات المرآة وتنحر ملكاتها الإبداعية بقدر ماتنحر ملكاتهُ ، وحينما أطالب بالصداقة بين الرجل والمرآة ، فأني أطالب ضمناً بحق الرجل والمرآة على السواء بعلاقات تحكمها العفة والصدق وتستند على مبادئ الزمالة والأخوية ، لذلك فالصداقة ضرورية من اجل خلق المواطن ، ومن اجل إن تكون المواطنة حقاً ، وان يكون المحرك لها ليس مرارة نوعية فردية تعتليها روح الافتراس والتلذذ الكابح والقتل لكل قيم الحب الإنساني بصيغة الاصطياد ، أنا أتوقعها ثورة للمطالبة بحقوق الرجل الحقيقي ، وليس مطالبة لأبعاد المرأة من صورة الجارية فقط ..
حقيقةً ، الأفكار هي التي تقرر شكل العلاقة بين الرجل والمرآة ، فالأفكار هي التي تأخذ القالب والجسد الذي تحل فيه ، هذا كل مافي الأمر ، كما إن المضمون هو الذي يقرر الشكل لهذه العلاقة ، وهو الذي يستدعيه ، وأحيانا يبتكر لنفسه قوالب جديدة وإشكالا لم تكن مألوفة ، مع العلم إن هذه الكلمات هي قرع بدائي على طبل عتيق من اجل أن لا يبتلع الحوت القمر ... وإذا كان لابد من ( نظرة نسائية ) إلى وضعي كأنثى عربية فكل ما استطيع قولهُ هو إنني ارجوا تذكير الإنسان العربي بأنهُ مريض ( فكرياً ) فيما يتعلق بقضية العلاقة بين الرجل والمرآة ، مادام الشرط الأساسي ( المشاركة ) مفقوداً في العلاقة ، والمشاركة تفرض بدورها المساواة ، والمساواة تفرض الصداقة وتحميها ..
علينا أن نحرر الفرد العربي من مفهومه الخاطئ حول تخلف المرآة النوعي ذلك المفهوم الذي ترسب في اللاوعي طيلة عصور والذي كرسته للأسف عصور وعصور ، حقيقة إني أمرآة يسكنني طموح المرآة العربية بشكل عفوي ، فأنا لا أنادي بالمساواة بين الرجل والمرآة ، إنني بصراحة أحققها في سلوكي الاقتصادي والعملي والعاطفي ، اكدح كأي رجل ، وأعيل نفسي وأبنائي مثل الرجل ، فالكون متجدد ومثقل بالنضارة ، والمهم إيجاد التوافق بين إيقاعنا الداخلي البشري القابل للروتين ، وإيقاع الطبيعة في التجدد ، أما في مجتمعنا العربي فنجد حزام العفة مفروضا على المرآة بالضبط نجدهُ مفروضاً على ( فكرها ) أكثر مما هو مفروض على ( جسدها ) والمرآة التي تبيح لنفسها حرية التفكير تواجه قسوة الرأي العام ، أكثر من تلك المرآة التي تبيع جسدها كسلعة ، حيث إنها تستنكف عن التفكير والمواجهة ! .
حقيقةً ، الأفكار هي التي تقرر شكل العلاقة بين الرجل والمرآة ، فالأفكار هي التي تأخذ القالب والجسد الذي تحل فيه ، هذا كل مافي الأمر ، كما إن المضمون هو الذي يقرر الشكل لهذه العلاقة ، وهو الذي يستدعيه ، وأحيانا يبتكر لنفسه قوالب جديدة وإشكالا لم تكن مألوفة ، مع العلم إن هذه الكلمات هي قرع بدائي على طبل عتيق من اجل أن لا يبتلع الحوت القمر ... وإذا كان لابد من ( نظرة نسائية ) إلى وضعي كأنثى عربية فكل ما استطيع قولهُ هو إنني ارجوا تذكير الإنسان العربي بأنهُ مريض ( فكرياً ) فيما يتعلق بقضية العلاقة بين الرجل والمرآة ، مادام الشرط الأساسي ( المشاركة ) مفقوداً في العلاقة ، والمشاركة تفرض بدورها المساواة ، والمساواة تفرض الصداقة وتحميها ..
علينا أن نحرر الفرد العربي من مفهومه الخاطئ حول تخلف المرآة النوعي ذلك المفهوم الذي ترسب في اللاوعي طيلة عصور والذي كرسته للأسف عصور وعصور ، حقيقة إني أمرآة يسكنني طموح المرآة العربية بشكل عفوي ، فأنا لا أنادي بالمساواة بين الرجل والمرآة ، إنني بصراحة أحققها في سلوكي الاقتصادي والعملي والعاطفي ، اكدح كأي رجل ، وأعيل نفسي وأبنائي مثل الرجل ، فالكون متجدد ومثقل بالنضارة ، والمهم إيجاد التوافق بين إيقاعنا الداخلي البشري القابل للروتين ، وإيقاع الطبيعة في التجدد ، أما في مجتمعنا العربي فنجد حزام العفة مفروضا على المرآة بالضبط نجدهُ مفروضاً على ( فكرها ) أكثر مما هو مفروض على ( جسدها ) والمرآة التي تبيح لنفسها حرية التفكير تواجه قسوة الرأي العام ، أكثر من تلك المرآة التي تبيع جسدها كسلعة ، حيث إنها تستنكف عن التفكير والمواجهة ! .
إبتهال بليبل- المساهمات : 1
تاريخ التسجيل : 05/10/2008
العمر : 48
احزمة العفة .. وما اكثرها ...
اقتبس هذه الفقرة من مقالك الثري ...
(أما في مجتمعنا العربي فنجد حزام العفة مفروضا على المرآة بالضبط نجدهُ مفروضاً على ( فكرها ) أكثر مما هو مفروض على ( جسدها ) والمرآة التي تبيح لنفسها حرية التفكير تواجه قسوة الرأي العام ، أكثر من تلك المرآة التي تبيع جسدها كسلعة ، حيث إنها تستنكف عن التفكير والمواجهة ! . )
واقول رائع هذا التشخيص الفلسفي الاخلاقي العميق.
(أما في مجتمعنا العربي فنجد حزام العفة مفروضا على المرآة بالضبط نجدهُ مفروضاً على ( فكرها ) أكثر مما هو مفروض على ( جسدها ) والمرآة التي تبيح لنفسها حرية التفكير تواجه قسوة الرأي العام ، أكثر من تلك المرآة التي تبيع جسدها كسلعة ، حيث إنها تستنكف عن التفكير والمواجهة ! . )
واقول رائع هذا التشخيص الفلسفي الاخلاقي العميق.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى