نظرية صراع التعايش السلمي!
صفحة 1 من اصل 1
نظرية صراع التعايش السلمي!
سوسن البرغوتي
بداية لا أكتم ضرورة إنشاء أو تأسيس تجمع مستقل للقوى الوطنية الفلسطينيةوالعربية على أساس التمسك بجوهر الصراع العربي- "الإسرائيلي"، المتمثل فيالإصرار على الثوابت الوطنية والقومية العربية. حيث أن جوهر الصراع لايقتصر على مشاكل (اللاجئين، الحدود، القدس، الاستيطان)، فهذه نتائجالاحتلال "الإسرائيلي" للضفة الغربية الفلسطينية التي كانت تتبع الإدارةالأردنية، وقطاع غزة الذي كان تحت الإدارة المصرية قبل 1967، وهذا يستدعيعلى أقل اعتبار أن تطالب الدولتان المذكورتان باسترجاعهما وليست مسؤوليةالفلسطينيين فحسب، لأن المعركة المصيرية الأساسية مع الاحتلال"الإسرائيلي" لفلسطين كوطن له حدود جغرافية وهوية عربية إسلامية، ولأنالقدس "الغربية" لا تنفصل بأي حال عن القدس الكاملة، التي باركها الله.أما الخلاف على قضايا النازحين إبان الاحتلال "الإسرائيلي" عام 1967،وترسيم جديد لحدود القدس والاستيطان، ليست إلا قضايا نشأت نتيجة احتلالقام ويستمر على مزيد من التوسع.لم يقتصر المشروع الصهيوني على التهام الأرض الفلسطينية، بل توسع شرقاًإلى بلاد الرافدين وغرباً إلى مصر، بصرف النظر عن وسائله المرئية أوالمخفية، تارة بمشاركة الاحتلال الأمريكي في تدمير وتقسيم العراق، وتارةبإبرام اتفاقيات التطبيع مع دول أخرى من أجل استمرار مفاوضات "السلام"وتنصيبها كواسطة عربية لإقناع القيادات الفلسطينية السياسية، بأن الأمنوالاستقرار يقتضي مبدأ التراضي والتعايش مع سارق الأرض ومغتصب حقوقشعبها، والإقرار رسميًا بأنه شر لا بد منه!.مما لا شك فيه إن بعض فصائل فلسطينية، أضاعت البوصلة نحو تحرير كاملالأرض، وبدت فلسطين تتلخص في المطالبة بالضفة والقطاع، مما يستوجب زيادةالحاجة لانبثاق ضابط إيقاع يتمثل بمعارضة مستقلة، تراقب الأمور عن قرب،وتنقض وتقاوم مجرى التحول التدريجي في مسألة الصراع الرئيسي إلى مجردنزاع قطري بحت، وتعيد ألق القضية الفلسطينية المركزية إلى أولويةالاهتمامات العربية، كونها العمود الفقري الذي تعرض إلى تشويه وشللمقصود.إن ظهور بوادر بسبب ما آلت إليه أوضاع القضية الفلسطينية، وعدم جدوىالمفاوضات، أدى إلى استدراج خبيث لتوالد "وتفريخ" توجهات كـ"الصوتالواحد" و"الدولة الديمقراطية الواحدة" نتيجة إجهاض مبكر لعملية التسويةو"دولة بوش الـ67"، واستبداله بمشاريع، الهدف منها تبعثر وانقسام يعرقلالوحدة الوطنية ويخترق رص صفوفها في مواجهة الخلل الحقيقي الذي أوصلقضيتنا إلى هذا الحال المتردي، ومسمار آخر في سفينة آيلة للغرق، يبتعد عنحسم الأمور لتشخيص الحالة المرضية، وعلاجها بالبتر.وهنا أتحدى المروضين والمسوقين لهذا المشروع، على أنهم طلاب سلام، بقدرما هم دعاة استسلام، بادعائهم عدم وجود توازن في القوى بين المقاومةوالكيان العسكري -حسب مفاهيمهم انهزامية-، ويقودهم بالتالي لتمييعالثوابت والانخراط في مشروع التذويب، علماً أن لا أحد من هؤلاء يستطيع أنينكر بأن مبدأ التعايش مع "إسرائيل"، هو حكم القوي على الضعيف، وتطبيقعملي لنظرية المنهزم العاجز، وحجتهم الانقسام الفلسطيني، في حين أنه كانوما زال وسيبقى نتيجة الاحتلال، وما تعانيه الشعوب العربية من انقسامداخلي، يندرج تحت العنوان نفسه.فالذين انفصلوا عن السرب والمصلحة الوطنية، لتثبيت خارطة سياسيةاستعمارية "شرق أوسط جديد" تهيمن عليها الإدارة الأمريكية، ويمارس الشرطيالصهيوني شهوة السطوة والدمار، أما الطرف المتمسك بإنهاء الاستعمار، سواءكان عنصرياً أو مضطهداً أو محتلاً، يمثل الإرادة الحقيقية للتصدي وتحديالمشروع الاستعماري.إلى هنا والمشهد واضح ولا غموض فيه، أما انقسام المقسم وظهور ثلة تدّعيأنها حركة وطنية، وتطرح حلاً أشد انحلالاً، مدعية أنه الأمثل والأفضل،متمثلاً (بالتحول من هدف الانفصال إلى الاندماج، ومن حل الدولتين إلى حلالدولة الواحدة، ومن الصراع على أساس الإفناء أو الإلغاء المتبادل، إلىالصراع من أجل التعايش المشترك على أسس جديدة، تنفي الطابع العنصريوالاحتلالي والمهيمن في علاقات الفلسطينيين و"الإسرائيليين"، والحلالاندماجي التعايشي، في دولة واحدة، يكفل تذويب مختلف الجوانب الرمزيةوالحادة في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي). هذا التساوق والترويج لـ(دولة إسرائيل العظمى) ليس له أي تفسير آخر، سوى الدعوة إلى الاندماج فيالمجتمع الصهيوني، كغرباء في وطنهم!.. وسيؤدي إلى شطب موضوع الصراعالعربي - "الإسرائيلي" من أساسه، ويفرض على العرب القبول بدولة"إسراطين"!..في هذا المسار لا نبرر أن البوصلة انحرفت عن المسار السليم لإنقاذالانتحار الفلسطيني، والبحث في كيفية إعادة الأمور إلى موازينهاالأساسية، بل هو ارتماء مطلق في أحضان الصهيونية، كمواطنين بلا حقوق. إذأن معاناة الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل عام الـ 48، يمثّل أنموذجاًحياً لتلك الرؤية المتهاوية ومشروع البديل الإنقاذي وهو (الدولة الواحدة،على أساس أثنية القومية). من ضمن المطروح تحرير يهود أو غيرهم من اضطهادكيانهم لهم، ومعالجة الاستعلاء الصهيوني والتفريق بين يهود الشرق والغرب،وكأننا نمد له يد العون لضمان بقاءه، ونحل مشاكل، لسنا معنيين بها. فكليهودي في "إسرائيل" عدو للفلسطينيين والعرب والمسلمين، والذين يطالبونبمساواة الفلسطينيين باليهود، ويدّعون رفض المذابح الصهيونية، لا يخرجونعن الدفاع المستميت بحق "إسرائيل" في الوجود. تبقى المجموعات اليهوديةالتي ترفض بالمطلق الكيان الصهيوني على الأرض الفلسطينية، في غالبيتهاسلمية ولا تشكل أي عائق أمام الأكثرية، وتشجب ممارسات الاحتلال الهمجيةإنقاذاً للديانة اليهودية، القائمة على مبدأ "الأغيار" وتعظيم الأناالتفضيلية على البشر، وأن اليهودي كُتب عليه المنفى، دون مواجهة الحقيقة،بأنهم ليسوا قومية واحدة وهم مواطنون في بلادهم التي هاجروا منها أو بقوافيها.فإن كان ظهور تلك الانقسامات الفلسطينية المشبوهة، من أجل تغليب العنصرالصهيوني وإعلان انتصاره نهائيًا في جولة ترفع الراية البيضاء بالعشرة،كمبرر لإخفاقات اتسمت بالمزاجية والحزبية الفئوية التي ضيعت الكثير منالتضحيات، فماذا عن حسابات تذويب الشعب الفلسطيني في غيتوهات "الدولةالواحدة الإسرائيلية"؟!خلاصة القول، كفى بث السموم، وكفى طرح أوراق لا مكان لها في نهاية المطافإلا حاويات القمامة. ومن يرّوج لها، فهو مصاب بالخبل، ارتضى الخنوعبالانتقال من مرحلة التطبيع إلى أخرى أكثر صهينةً.فالطروحات التي تخرج في كل يوم من هنا وهناك ليست أكثر من فقاعات جسالنبض، ومحاولات بائسة لغسل أدمغة البسطاء لتأييد نظريات في حقيقتهابعيدة عن جوهر الصراع الوجودي، ولا أعتقد أن أي عقل سليم ومخلص يرتضيالفناء...
بداية لا أكتم ضرورة إنشاء أو تأسيس تجمع مستقل للقوى الوطنية الفلسطينيةوالعربية على أساس التمسك بجوهر الصراع العربي- "الإسرائيلي"، المتمثل فيالإصرار على الثوابت الوطنية والقومية العربية. حيث أن جوهر الصراع لايقتصر على مشاكل (اللاجئين، الحدود، القدس، الاستيطان)، فهذه نتائجالاحتلال "الإسرائيلي" للضفة الغربية الفلسطينية التي كانت تتبع الإدارةالأردنية، وقطاع غزة الذي كان تحت الإدارة المصرية قبل 1967، وهذا يستدعيعلى أقل اعتبار أن تطالب الدولتان المذكورتان باسترجاعهما وليست مسؤوليةالفلسطينيين فحسب، لأن المعركة المصيرية الأساسية مع الاحتلال"الإسرائيلي" لفلسطين كوطن له حدود جغرافية وهوية عربية إسلامية، ولأنالقدس "الغربية" لا تنفصل بأي حال عن القدس الكاملة، التي باركها الله.أما الخلاف على قضايا النازحين إبان الاحتلال "الإسرائيلي" عام 1967،وترسيم جديد لحدود القدس والاستيطان، ليست إلا قضايا نشأت نتيجة احتلالقام ويستمر على مزيد من التوسع.لم يقتصر المشروع الصهيوني على التهام الأرض الفلسطينية، بل توسع شرقاًإلى بلاد الرافدين وغرباً إلى مصر، بصرف النظر عن وسائله المرئية أوالمخفية، تارة بمشاركة الاحتلال الأمريكي في تدمير وتقسيم العراق، وتارةبإبرام اتفاقيات التطبيع مع دول أخرى من أجل استمرار مفاوضات "السلام"وتنصيبها كواسطة عربية لإقناع القيادات الفلسطينية السياسية، بأن الأمنوالاستقرار يقتضي مبدأ التراضي والتعايش مع سارق الأرض ومغتصب حقوقشعبها، والإقرار رسميًا بأنه شر لا بد منه!.مما لا شك فيه إن بعض فصائل فلسطينية، أضاعت البوصلة نحو تحرير كاملالأرض، وبدت فلسطين تتلخص في المطالبة بالضفة والقطاع، مما يستوجب زيادةالحاجة لانبثاق ضابط إيقاع يتمثل بمعارضة مستقلة، تراقب الأمور عن قرب،وتنقض وتقاوم مجرى التحول التدريجي في مسألة الصراع الرئيسي إلى مجردنزاع قطري بحت، وتعيد ألق القضية الفلسطينية المركزية إلى أولويةالاهتمامات العربية، كونها العمود الفقري الذي تعرض إلى تشويه وشللمقصود.إن ظهور بوادر بسبب ما آلت إليه أوضاع القضية الفلسطينية، وعدم جدوىالمفاوضات، أدى إلى استدراج خبيث لتوالد "وتفريخ" توجهات كـ"الصوتالواحد" و"الدولة الديمقراطية الواحدة" نتيجة إجهاض مبكر لعملية التسويةو"دولة بوش الـ67"، واستبداله بمشاريع، الهدف منها تبعثر وانقسام يعرقلالوحدة الوطنية ويخترق رص صفوفها في مواجهة الخلل الحقيقي الذي أوصلقضيتنا إلى هذا الحال المتردي، ومسمار آخر في سفينة آيلة للغرق، يبتعد عنحسم الأمور لتشخيص الحالة المرضية، وعلاجها بالبتر.وهنا أتحدى المروضين والمسوقين لهذا المشروع، على أنهم طلاب سلام، بقدرما هم دعاة استسلام، بادعائهم عدم وجود توازن في القوى بين المقاومةوالكيان العسكري -حسب مفاهيمهم انهزامية-، ويقودهم بالتالي لتمييعالثوابت والانخراط في مشروع التذويب، علماً أن لا أحد من هؤلاء يستطيع أنينكر بأن مبدأ التعايش مع "إسرائيل"، هو حكم القوي على الضعيف، وتطبيقعملي لنظرية المنهزم العاجز، وحجتهم الانقسام الفلسطيني، في حين أنه كانوما زال وسيبقى نتيجة الاحتلال، وما تعانيه الشعوب العربية من انقسامداخلي، يندرج تحت العنوان نفسه.فالذين انفصلوا عن السرب والمصلحة الوطنية، لتثبيت خارطة سياسيةاستعمارية "شرق أوسط جديد" تهيمن عليها الإدارة الأمريكية، ويمارس الشرطيالصهيوني شهوة السطوة والدمار، أما الطرف المتمسك بإنهاء الاستعمار، سواءكان عنصرياً أو مضطهداً أو محتلاً، يمثل الإرادة الحقيقية للتصدي وتحديالمشروع الاستعماري.إلى هنا والمشهد واضح ولا غموض فيه، أما انقسام المقسم وظهور ثلة تدّعيأنها حركة وطنية، وتطرح حلاً أشد انحلالاً، مدعية أنه الأمثل والأفضل،متمثلاً (بالتحول من هدف الانفصال إلى الاندماج، ومن حل الدولتين إلى حلالدولة الواحدة، ومن الصراع على أساس الإفناء أو الإلغاء المتبادل، إلىالصراع من أجل التعايش المشترك على أسس جديدة، تنفي الطابع العنصريوالاحتلالي والمهيمن في علاقات الفلسطينيين و"الإسرائيليين"، والحلالاندماجي التعايشي، في دولة واحدة، يكفل تذويب مختلف الجوانب الرمزيةوالحادة في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي). هذا التساوق والترويج لـ(دولة إسرائيل العظمى) ليس له أي تفسير آخر، سوى الدعوة إلى الاندماج فيالمجتمع الصهيوني، كغرباء في وطنهم!.. وسيؤدي إلى شطب موضوع الصراعالعربي - "الإسرائيلي" من أساسه، ويفرض على العرب القبول بدولة"إسراطين"!..في هذا المسار لا نبرر أن البوصلة انحرفت عن المسار السليم لإنقاذالانتحار الفلسطيني، والبحث في كيفية إعادة الأمور إلى موازينهاالأساسية، بل هو ارتماء مطلق في أحضان الصهيونية، كمواطنين بلا حقوق. إذأن معاناة الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل عام الـ 48، يمثّل أنموذجاًحياً لتلك الرؤية المتهاوية ومشروع البديل الإنقاذي وهو (الدولة الواحدة،على أساس أثنية القومية). من ضمن المطروح تحرير يهود أو غيرهم من اضطهادكيانهم لهم، ومعالجة الاستعلاء الصهيوني والتفريق بين يهود الشرق والغرب،وكأننا نمد له يد العون لضمان بقاءه، ونحل مشاكل، لسنا معنيين بها. فكليهودي في "إسرائيل" عدو للفلسطينيين والعرب والمسلمين، والذين يطالبونبمساواة الفلسطينيين باليهود، ويدّعون رفض المذابح الصهيونية، لا يخرجونعن الدفاع المستميت بحق "إسرائيل" في الوجود. تبقى المجموعات اليهوديةالتي ترفض بالمطلق الكيان الصهيوني على الأرض الفلسطينية، في غالبيتهاسلمية ولا تشكل أي عائق أمام الأكثرية، وتشجب ممارسات الاحتلال الهمجيةإنقاذاً للديانة اليهودية، القائمة على مبدأ "الأغيار" وتعظيم الأناالتفضيلية على البشر، وأن اليهودي كُتب عليه المنفى، دون مواجهة الحقيقة،بأنهم ليسوا قومية واحدة وهم مواطنون في بلادهم التي هاجروا منها أو بقوافيها.فإن كان ظهور تلك الانقسامات الفلسطينية المشبوهة، من أجل تغليب العنصرالصهيوني وإعلان انتصاره نهائيًا في جولة ترفع الراية البيضاء بالعشرة،كمبرر لإخفاقات اتسمت بالمزاجية والحزبية الفئوية التي ضيعت الكثير منالتضحيات، فماذا عن حسابات تذويب الشعب الفلسطيني في غيتوهات "الدولةالواحدة الإسرائيلية"؟!خلاصة القول، كفى بث السموم، وكفى طرح أوراق لا مكان لها في نهاية المطافإلا حاويات القمامة. ومن يرّوج لها، فهو مصاب بالخبل، ارتضى الخنوعبالانتقال من مرحلة التطبيع إلى أخرى أكثر صهينةً.فالطروحات التي تخرج في كل يوم من هنا وهناك ليست أكثر من فقاعات جسالنبض، ومحاولات بائسة لغسل أدمغة البسطاء لتأييد نظريات في حقيقتهابعيدة عن جوهر الصراع الوجودي، ولا أعتقد أن أي عقل سليم ومخلص يرتضيالفناء...
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى