الاسلاميون واليسار المراهق واوهام انهيار امريكا والراسمالية (الجزء الاخير)
صفحة 1 من اصل 1
الاسلاميون واليسار المراهق واوهام انهيار امريكا والراسمالية (الجزء الاخير)
الجزء الثالث والاخير
بقلم : ابراهيم علاء الدين
ويعتقد الكثير من المحللين الاقتصاديين ان الازمة الحالية سوف يكون لها فوائد ومنافع هامة في دفع مسيرة الاقتصاد العالمي نحو تحق التوازن والتكافوء بين قطاعاته المختلفة، خصوصا في اعادة الاهتمام الى الاستثمار المباشر في الصناعة والزراعة والقطاعات الانتاجية الاخرى، حيث ان احد الاسباب الرئيسية للازمة هو حيازة الاستثمار غير المباشر (في اسواق المال) على حصة هائلة من الاموال التي كان يتوجب ان تتجه للقطاعات الانتاجية الاخرى، وذلك بسبب الاغراءات الهائلة التي قدمتها البورصات لاصحاب رؤوس الاموال وفي مقدمتها تحقيق ارباح ضخمة بزمن قياسي. (وهذا موضوع يستحق ان يفرد له مقال خاص).
ونعود مرة اخرى للمبشرين بنهاية العصر الراسمالي واقتصاد السوق فنقول لهم ان جوهر الاقتصاد الراسمالي يقوم على اساس تعظيم شان الملكية الفردية، والمحافظة عليها وتوفير كافة الشروط التي تضمن صيانتها وتنميتها.
ولم تعرف البشرية في سياق تطورها الاجتماعي وازدهار الانتاج وزيادة الخيرات الاجتماعية عندما تم وصل عصر الاقطاع الى طريقه المسدود، سوى النظام الراسمالي يقابله النظام الاشتراكي – الشيوعي القائم على تعظيم الملكية الجماعية لوسائل الانتاج.
وبالتالي نستطيع ان نفهم ان الفلسفة الاقتصادية الشيوعية لها الحق بالعمل على تحطيم اسس النظام الاقتصادي الراسمالي لانها تقف على نقيضه تماما، لكن رجال الدين وشيوخ الاحزاب الاسلاموية كيف يعملون على تحطيم النظام الاقتصادي الراسمالي بينما فكر الاسلام الاقتصادي يقوم على اساس الملكية الفردية وتقديسها وتعظيمها أي ان الفكر الاقتصادي بالاسلام هو فكر راسمالي ايضا.
ومن هنا اقول ان هؤلاء المتاعيس من الاسلامويين الذين يتصدوا للحديث عن الازمة المالية في العالم اليوم انكم كما يبدو لا تدركون اصلا ما هو مفهوم الاقتصاد الراسمالي وانه هو الذي تدعو الديانة الاسلامية الى تطبيقه وتنفيذه، لان نقيضه هو الاقتصاد الاشتراكي الشيوعي، ولا ثالث لهما.
وكل ما في الامر ان الاسلامويين لديهم صورة تجميلية للاقتصاد الراسمالي فهم يرو ان نظام الزكاة يحقق نوعا من العدالة الاجتماعية، فتعين الفقير على توفير احتياجاته الاساسية، لا اكثر ولا اقل .. والا فليتفضل أي من الاحزاب الاسلاموية وخبرائهم ودهاقنتهم وعلمائهم فيقول ان الاقتصاد الاسلامي يلغي الطبقات، ولا يسمح بالملكية الفردية، ولا يسمح باستغلال الاثرياء للفقراء، وانه يلغي الفوارق الطبقية والاجتماعية، او انه سوف يسخر موارد الدولة بشكل عادل لخدمة المجتمع، وكيف سيتم ذلك ، وهل شهدت عصور الخلافة الاسلامية في أي وقت تطبيقا حقيقيا لما يروجون له، متى وكيف واين ومن هو الخليفة العظيم الذي طبقه وتجاهله التاريخ والمؤرخين؟. ( ولا تذكروا هنا بعض الروايات التاريخية عن عصر عمر بن عبد العزيز، الحاكم الزاهد الذي اتخذ قراره زهدا وطمعا بالجنة، فوزع جزءا من ثروة كان جمعها ابناء عمومته قبله دون اكتراث بالفقراء والجوعى والمساكين والمحتاجين).
اما فيما يتعلق بالنظام الراسمالي عموما وان كان جوهره واحد الا ان تطبيقاته مختلفة ، فالراسمالية الاوربية مثلا اقل وحشية من الرأسمالية الامريكية، فرغم ان الجوهر واحد وقائم على احترام وتوقير وتعزيز الملكية الفردية، الا انها نحت نحو الراسمالية الاجتماعية فاوجدت دولة الرعاية الاجتماعية التي وفرت لشعوبها درجة عالية من الخدمات الاساسية المجانية كالتعليم والصحة والسكن وتوفير فرص العمل او تقديم معونات اجتماعية للعاطلين عن العمل، بالاضافة الى رعاية الطفولة وكبار السن والمحتاجين.
ربما وكما يقول خبراء الاقتصاد الاصلاحيون ان تدفع الازمة المالية الحالية الولايات المتحدة الى الميل نسبيا للاسلوب الراسمالي الاوروبي، وفي ذلك تعزيز للاقتصاد الامريكي وللاقتصادات العالمية كلها، لان البشرية ستوظف في هذه الحالة جزءا اكبر من مواردها المالية في الانتاج المباشر ، في الاستثمار المباشر، بدلا من الاستثمارات الورقية غير المباشرة.
وليطمئن اليسار بان الراسمالية لن تتهاوى الا بعد الوصول الى نهايات احلامها بتحقيق الرفاه الاجتماعي والاقتصادي لشعوبها، وفي ذات الوقت تكون الشعوب تناضل لتحقيق المساواة والعدالة، فتكون الاستجابة تدريجية وطوعية ومنطقية بانتقال المجتمع من الراسمالية الى الشيوعية كما بشر ماركس بذلك.
وللتذكير فان الماركسية اكدت على ان النظام الراسمالي سيظل يمر بدورات متعاقبة من الازدهار والاندحار في سياق رحلته الى الاعلى.
اما بالنسبة لهراطقة اليمين بغض النظر عن منابتهم الفكرية دينية لاهوتية كانت او وثنية ، فان مواقفهم السياسية المعادية للحضارة الغربية ، معروفه ولا اعتراض لاحد عليها ، فلهم مطلق الحرية ان يدعو الى ما يرونه صحيحا، ولكن ليس على اساس من التضليل والكذب والخداع، او اذا اخذنا الامر بحسن نية فلا يجب ان يتصدى امام مسجد او حارس كنيسة ، او مرشد لمعابد بوذية لقضايا اقتصادية، هي ارفع مستوى بكثير من مستوى تفكيره، ومن الخطأ ان يقدم هؤلاء تصوراتهم لمستقبل النظم الاقتصادية على الارض بناء على امانيهم واحلامهم ورغباتهم. او بناء على ان "والدي تنبأ بانهيار امبر اطورية الشر".
ابراهيم علاء الدين
alaeddimibrahim@yahoo.com
بقلم : ابراهيم علاء الدين
ويعتقد الكثير من المحللين الاقتصاديين ان الازمة الحالية سوف يكون لها فوائد ومنافع هامة في دفع مسيرة الاقتصاد العالمي نحو تحق التوازن والتكافوء بين قطاعاته المختلفة، خصوصا في اعادة الاهتمام الى الاستثمار المباشر في الصناعة والزراعة والقطاعات الانتاجية الاخرى، حيث ان احد الاسباب الرئيسية للازمة هو حيازة الاستثمار غير المباشر (في اسواق المال) على حصة هائلة من الاموال التي كان يتوجب ان تتجه للقطاعات الانتاجية الاخرى، وذلك بسبب الاغراءات الهائلة التي قدمتها البورصات لاصحاب رؤوس الاموال وفي مقدمتها تحقيق ارباح ضخمة بزمن قياسي. (وهذا موضوع يستحق ان يفرد له مقال خاص).
ونعود مرة اخرى للمبشرين بنهاية العصر الراسمالي واقتصاد السوق فنقول لهم ان جوهر الاقتصاد الراسمالي يقوم على اساس تعظيم شان الملكية الفردية، والمحافظة عليها وتوفير كافة الشروط التي تضمن صيانتها وتنميتها.
ولم تعرف البشرية في سياق تطورها الاجتماعي وازدهار الانتاج وزيادة الخيرات الاجتماعية عندما تم وصل عصر الاقطاع الى طريقه المسدود، سوى النظام الراسمالي يقابله النظام الاشتراكي – الشيوعي القائم على تعظيم الملكية الجماعية لوسائل الانتاج.
وبالتالي نستطيع ان نفهم ان الفلسفة الاقتصادية الشيوعية لها الحق بالعمل على تحطيم اسس النظام الاقتصادي الراسمالي لانها تقف على نقيضه تماما، لكن رجال الدين وشيوخ الاحزاب الاسلاموية كيف يعملون على تحطيم النظام الاقتصادي الراسمالي بينما فكر الاسلام الاقتصادي يقوم على اساس الملكية الفردية وتقديسها وتعظيمها أي ان الفكر الاقتصادي بالاسلام هو فكر راسمالي ايضا.
ومن هنا اقول ان هؤلاء المتاعيس من الاسلامويين الذين يتصدوا للحديث عن الازمة المالية في العالم اليوم انكم كما يبدو لا تدركون اصلا ما هو مفهوم الاقتصاد الراسمالي وانه هو الذي تدعو الديانة الاسلامية الى تطبيقه وتنفيذه، لان نقيضه هو الاقتصاد الاشتراكي الشيوعي، ولا ثالث لهما.
وكل ما في الامر ان الاسلامويين لديهم صورة تجميلية للاقتصاد الراسمالي فهم يرو ان نظام الزكاة يحقق نوعا من العدالة الاجتماعية، فتعين الفقير على توفير احتياجاته الاساسية، لا اكثر ولا اقل .. والا فليتفضل أي من الاحزاب الاسلاموية وخبرائهم ودهاقنتهم وعلمائهم فيقول ان الاقتصاد الاسلامي يلغي الطبقات، ولا يسمح بالملكية الفردية، ولا يسمح باستغلال الاثرياء للفقراء، وانه يلغي الفوارق الطبقية والاجتماعية، او انه سوف يسخر موارد الدولة بشكل عادل لخدمة المجتمع، وكيف سيتم ذلك ، وهل شهدت عصور الخلافة الاسلامية في أي وقت تطبيقا حقيقيا لما يروجون له، متى وكيف واين ومن هو الخليفة العظيم الذي طبقه وتجاهله التاريخ والمؤرخين؟. ( ولا تذكروا هنا بعض الروايات التاريخية عن عصر عمر بن عبد العزيز، الحاكم الزاهد الذي اتخذ قراره زهدا وطمعا بالجنة، فوزع جزءا من ثروة كان جمعها ابناء عمومته قبله دون اكتراث بالفقراء والجوعى والمساكين والمحتاجين).
اما فيما يتعلق بالنظام الراسمالي عموما وان كان جوهره واحد الا ان تطبيقاته مختلفة ، فالراسمالية الاوربية مثلا اقل وحشية من الرأسمالية الامريكية، فرغم ان الجوهر واحد وقائم على احترام وتوقير وتعزيز الملكية الفردية، الا انها نحت نحو الراسمالية الاجتماعية فاوجدت دولة الرعاية الاجتماعية التي وفرت لشعوبها درجة عالية من الخدمات الاساسية المجانية كالتعليم والصحة والسكن وتوفير فرص العمل او تقديم معونات اجتماعية للعاطلين عن العمل، بالاضافة الى رعاية الطفولة وكبار السن والمحتاجين.
ربما وكما يقول خبراء الاقتصاد الاصلاحيون ان تدفع الازمة المالية الحالية الولايات المتحدة الى الميل نسبيا للاسلوب الراسمالي الاوروبي، وفي ذلك تعزيز للاقتصاد الامريكي وللاقتصادات العالمية كلها، لان البشرية ستوظف في هذه الحالة جزءا اكبر من مواردها المالية في الانتاج المباشر ، في الاستثمار المباشر، بدلا من الاستثمارات الورقية غير المباشرة.
وليطمئن اليسار بان الراسمالية لن تتهاوى الا بعد الوصول الى نهايات احلامها بتحقيق الرفاه الاجتماعي والاقتصادي لشعوبها، وفي ذات الوقت تكون الشعوب تناضل لتحقيق المساواة والعدالة، فتكون الاستجابة تدريجية وطوعية ومنطقية بانتقال المجتمع من الراسمالية الى الشيوعية كما بشر ماركس بذلك.
وللتذكير فان الماركسية اكدت على ان النظام الراسمالي سيظل يمر بدورات متعاقبة من الازدهار والاندحار في سياق رحلته الى الاعلى.
اما بالنسبة لهراطقة اليمين بغض النظر عن منابتهم الفكرية دينية لاهوتية كانت او وثنية ، فان مواقفهم السياسية المعادية للحضارة الغربية ، معروفه ولا اعتراض لاحد عليها ، فلهم مطلق الحرية ان يدعو الى ما يرونه صحيحا، ولكن ليس على اساس من التضليل والكذب والخداع، او اذا اخذنا الامر بحسن نية فلا يجب ان يتصدى امام مسجد او حارس كنيسة ، او مرشد لمعابد بوذية لقضايا اقتصادية، هي ارفع مستوى بكثير من مستوى تفكيره، ومن الخطأ ان يقدم هؤلاء تصوراتهم لمستقبل النظم الاقتصادية على الارض بناء على امانيهم واحلامهم ورغباتهم. او بناء على ان "والدي تنبأ بانهيار امبر اطورية الشر".
ابراهيم علاء الدين
alaeddimibrahim@yahoo.com
مواضيع مماثلة
» الاسلاميون واليسار المراهق واوهام انهيار امريكا والراسمالية (1)
» الاسلاميون واليسار المراهق واوهام انهيار امريكا والراسمالية (2من 3)
» الاقتصاد الاسلامي الفاشل .. (الجزء الاول)
» الاقتصاد الاسلامي الفاشل .. (الجزء الثاني)
» قوميتنا فلسطينية رغم انف حزب التحرير واسرائيل (الجزء الاول)
» الاسلاميون واليسار المراهق واوهام انهيار امريكا والراسمالية (2من 3)
» الاقتصاد الاسلامي الفاشل .. (الجزء الاول)
» الاقتصاد الاسلامي الفاشل .. (الجزء الثاني)
» قوميتنا فلسطينية رغم انف حزب التحرير واسرائيل (الجزء الاول)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى